{ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) } .
قوله عز وجل: { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً } الآية. قال ابن عباس في رواية الكلبي: لما أنزل الله عز وجل عيوب المنافقين في غزوة تبوك كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث السرايا فكان المسلمون ينفرون جميعا إلى الغزو ويتركون النبي صلى الله عليه وسلم وحده، فأنزل الله عز وجل هذه الآية (5) وهذا نفي بمعنى النهي.
قوله تعالى: { فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ } أي: فهلا خرج إلى الغزو من كل قبيلة جماعة [ويبقى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة] (6) { لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ } يعني الفرقة القاعدين، يتعلمون القرآن والسنن والفرائض والأحكام، فإذا رجعت السرايا أخبروهم بما أُنزل بعدهم، فتمكث السرايا يتعلمون ما نزل بعدهم، وتبعث سرايا أخر، فذلك قوله: { وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ } وليعلموهم بالقرآن ويخوفوهم به، { إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } لا يعملون بخلافه.
وقال الحسن: هذا التفقه والإنذار راجع إلى الفرقة النافرة، ومعناه: هلا نفر فرقة ليتفقهوا، أي: ليتبصروا بما يريهم الله من الظهور على المشركين ونصرة الدين، ولينذروا قومهم من الكفار إذا رجعوا إليهم
__________
(1) أخرجه الترمذي في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل النفقة في سبيل الله: 5 / 254 وقال هذا حديث حسن، والنسائي في الجهاد، باب فضل النفقة في سبيل الله 6 / 49، وصححه ابن حبان (396) من الموارد والحاكم: 2 / 872، وقال الألباني في تعليقه على المشكاة: إسناده صحيح.
(2) أخرجه مسلم في الإمارة، باب فضل الصدقة في سبيل الله: برقم (1892): 3 / 1505، والمصنف في شرح السنة: 10 / 359.
(3) ما بين القوسين ساقط من "أ".
(4) رواه البخاري في الجهاد. باب: فضل من جهز غازيا أو خلفه بخير: 6 / 49، ومسلم في الإمارة: باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله... من طريق بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد الجهني برقم (1895): 3 / 1507 والمصنف في شرح السنة 10 /359.
(5) أسباب النزول للواحدي ص (304).
(6) ساقط من "أ".
Tidak ada komentar:
Posting Komentar